الحمد لله رب العالمين ، له الحمد الحسن والثناء الجميل ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له يقول الحق وهو يهدى السبيل ، و أشهد أن محمد عبده و رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .
فى الاسبوع الماضى جرت واقعة مازالت الدنيا تقوم على قدم حتى هذه اللحظة ، هذه الواقعة تتلخص فى فتوى شيخ الأزهر بأنه " يجوز للدولة الكافرة أن تلزم المسلمات بخلع الحجاب أو بترك شيء أوجبه الله عز وجل عليهم ، وقال أن هذا شأن داخلى " . وقد ردت الدنيا عليه و مع ذلك فالعهد بالرجل أنه مكابر و أنه معجب برأيه وأنه لا يرجع ، هذا عهدنا به من يوم أن تولى الإفتاء .
ما من فتوي له إلا تحدث دويا لشذوذها ، وقد ردت الدنيا عليه فى هذا لا سيما والرجل يمثل الأزهر، والأزهر له فى بلاد الأعاجم شنة ورنة. ليست هذه الشنة والرنة فى بلاد المسلمين ولا فى مصر نفسها.
فى بلاد الأعاجم رجل أزهرى تساوى سبيكة ذهب، لماذا ؟ لتاريخ الأزهر ،الأزهر له تاريخ عريق . ولما ذهب شيخ الأزهر الراحل الشيخ جاد الحق رحمه الله فى ماليزيا حملوا سيارته على الأكتاف وقد رأيت هذه الصورة ، سيارة محمولة الناس رفعوها من على الارض. لماذا؟ لأن هذا أكبر شخصية تمثل الإسلام فى العالم الإسلامى
شيخ الأزهر الحالى لم يؤدى للمشيخة حقها ، ونحن لا ننسى أبدا فنواه لما ذهب الى موريتانيا، " وأفتى هناك للمسلم بجواز أن يرتد لأجل لقمة العيش" ، نعم ربما نسيت الجماهير هذا الكلام ولكن نحن لا ننساه . مسلم يريد أن يأكل عيشه ضيقوا عليه فى بلد ما ولا يجد رغيف البخبز عرضوا عليه النصرانية ، عرضوا عليه اليهودية ، هل يجوز أن يرتد وأن يترك دينه للقمة العيش ، قال : نعم .
وصالة الزواج فى مشيخة الأزهر عرض لكل الأزياء المبتذلة التى لا تمت الى الدين بصلة ، أستغفر الله هى عصيان واضح . صالة الزواج فى مشيخة الأزهر المبجلة يدخلها نساء يلبسن لباسا فوق الركبة . أنا رأيت شيخ الأزهر مرتين يقف بعد عقد القران بجانب العروس التى كشفت عن شعرها وكشفت عن عضدها ويديها وكشفت عن صدرها - والله رأيت ذلك بعينى ما أخبرنتى به أحد – وقد وقف الى جانبها مبتسما . لما شيخ الأزهر يقف هذا الموقف بجانب المرأة المتبرجة أليس هذا عند العوام إقرار بهذا السفور المزرى ؟! وإلا لو كان حراما لما قبله الشيخ .
ولا زالت هذه القتاوى الشاذة تنهمر وتأتى كالطوفان ومع ذلك يقوم أهل العلم بما أوجبه الله عليهم من النصيحة والوقوف لهذا المنكر ومع ذلك لا يزداد الرجل إلا طغيانا وشذوذا .
لا يحل مطلقا ترك فرض فرضه الله عز وجل على إنسان إلا إذا عجز عن تنفيذه .
المسلمة التى تعيش فى بلاد الكفر مثل فرنسا هل هى مضطرة الى د$$$$$ المدارس ؟ الجواب : لا .
هل هى مضطرة للبقاء أصلا فى فرنسا ؟ الجواب : لن أقول الجواب لا ، انما قد وقد ، ولكن الذى نقطع به أنها ليست مضطرة الضرورة الشرعية أن تخرج إلى المدارس وأن تتعلم ، حينئذ إذا عاملوها هذه المعاملة وضاق عطن الديمقراطية المزعومة عندهم التى اتسعت لكل شئ اتسعت للزنا العلنى فى الشوارع واتسعت لعبادة الأبقار فى الشوارع ، اتسعت لكل ملل أهل الأرض إلا الإسلام . هم يقولون هذه حرية ، من الحرية أن تمشى المرأة عارية
هذه حرية ولكن ليس من الحرية أن تلبس المرأة حجابها ! وهكذا .. فإذا كان الأمر كذلك فالفتوى الصحيحة التى كان يجب على شيخ الأزهر أن يفتيها – وهو دائما يقول " هات لى الحالة أنزل الفتوى عليها ، أنا لا أفتى فتوى عامة " – كان الواجب عليه أن يقول أنا لا أفتى فتوى عامة إلا الفتوى بفرضية الحجاب وكل واحد يرسل لى سؤاله وحالته أقول له يجوز أو لا يجوز – هذا على مذهبه هو ومذهبه ثلاثى كما تعرفون " حلال حلال حلال " ، " خيانة خيانة خيانة " ، " جبناء جبناء جبناء " المذهب الثلاثى الذى يكرره دائما ، كان المفترض أنه يقول إن المسألة تحتاج إلى تفصيل كل واحد يجيب لى حالته ، و إلا الفتوي العامة : أنه لا يحل للمسلمة متى حاضت أن تخلع حجابها إذا خرجت إلى الشارع أو إذا كانت مع غير محارمها . هذه الفتوي التى يعرفها الصبيان الذين يتعلمون فى المدارس العلمية .
نحن يا أخواننا فى محنة جسيمة ، هذا رأسنا يفتى بمثل هذه الفتاوي و لا يرجع و يكبر عليه أن يرجع ، لماذا ؟ لأن خلفه ثلة من العلمانيين أسلم نفسه إليهم ، يأزونه أزا ، ونحن لا ننسي سنة 1989 ، عندما أختير نجم 89 كلاعبى الكرة و غيرهم لأنه جهر فتوي حل البنوك ، وأعتبروا أنها فتوي الموسم .
نحن يا أخواننا فى محنة جسيمة ، غدا يستدل بمثل هذه الفتوي على فتوى أخرى .
وزير الداخلية الفرنسي عندما جاء الي مصر ، كان يتمنى أن يفتي شيخ الأزهر بخلاف هذه الفتوي ، لأن وزير الداخلية الفرنسي ما جاء لأجل هذا لأنه فى الأصل كان معارضا لخلع المرأة المسلمة حجابها ( لأنه يريد الترشيح لرئاسة الجمهورية ) يريد أن يفوز بأصوات 6 ملايين مسلم فى فرنسا . فلما جاء إلى هنا وهو مطمئن أن شيخ الأزهر سيقول لا يحل خلع الحجاب ، فوجيء بفتوي شيخ الأزهر و رجع خاسرا ، انه ما كان يتمنى ذلك .
و أنا من مكانى هذا أطالب شيخ الأزهر أن يتق الله ، وأن يرجع عن هذه الفتاوي الشاذة و يعلم أنه سيقف يوم القيامة وحده . إذا ذل العَالِم ذل لذلته عَالَم ، ما من انسان يضل بسبب فتوي لعالم لم يحررها و لم يعطى العلم حقه ، إلا وهو مسئول عمن عمل بها يوم القيامة ، فهذه مسئولية جسيمة ألقاها الله عز وجل على أكتاف أهل العلم . يبين نعم و يسعه أن يقول لا .
أئمتنا الكبار كانوا إذا دعوا إلى القضاء أو الفصل بين الناس كانوا يهربون ، سفيان الثورى مات هاربا ، ما هى جنايته حتى يهرب من الخليفة الرشيد الذى كان يحكم بما أنزل الله ، أراد الرشيد أن يكون سفيان من حاشيته ، قال له الرشيد : " يا أبا عبد الله إقترب منا فنستفيد منك فتأمرنا بالمعروف و تنهانا عن المنكر . فسفيان لأنه يعلم نفسه حق العلم يقول : " إقترابى منك يضرنى وإن كان ينفعك " وكان يقول : " إذا دعاك السلطان لتقرأ عليه قل هو الله أحد فلا تذهب " و كان يقول : " والله لا أخشي إهانتهم ولكن أخشي معروفهم فلا أري منكرهم منكرا " .
ما من إمام عدل و ثقة فى الناس إلا وله محنة ، ما مات قبل أن يمتحن ، فمنهم من امتحن بالسجن كالإمام أحمد ، ومنهم من امتحن بالضرب كالإمام أبو حنيفة و مالك ، ومنهم من امتحن بالهرب ككثيرين ، منهم سفيان الثوري ، كل هذا كانوا يخشون إذا وقفوا بين يدى الله أن يسأله عن كل مسألة قضى فيها بين إثنين ، لماذا جعلت الحق لهذا على ذاك ؟ وما دليلك على ذلك ؟ فإن كان قصر فى السماع أو قصر فى التأمل أو لم يأدى حق العلم يؤاخذ بذلك . فما الذي يجعلنى أتورط هذا الورطه ؟ أبعد أفضل .
ونحن نقول لكل من وهبه الله علما أن يتق الله و أن يراعى حق العلم و أن يراعى حق الله عز وجل فى قول الحق و لا يخشي لومة لائم .
القانون يقول : شيخ الأزهر لا يعزل ولا يخرج من منصبه إلا بالموت ، فلماذا أذا المهادنة ؟ و لماذا لا يقول الحق ؟ إذا كان يحب المنصب فلن يخرج منه إلا بالموت أو الخرف ، فأنا لا أدري لذلك سببا .
نسأل الله عز وجل أن يربط على قلوبنا حتى نلقاه فإن الثبات على الحق منحة من الله عز وجل للعبد
أقول قولى هذا و أستغفر الله لى ولكم